التصنيفات
المذكرات

المنهج والسالك

 

 الحمد لله

دائما يا أخي الحبيب أفكر في هذه المسألة.. أعمارنا صغيرة ولكن واقع أمتنا المسكينة جعلنا نتصدى لقضايا كبيرة.. وهذا يذكرنا بالصحابة رضي الله عنهم.

  • تعلمت أخي في مدرسة الحياة: فرق بين المنهج والسالك.

فرق بين الإسلام والمسلم، بين الدين والتدين، بين الإلتزام والملتزم.. المنهج يمثل الطريق، يمثل المبدأ، والسالك يمثل الشخص الذي يتبنى المبدأ ويسلك الطريق، انحراف المنهج يعني أن جوانب التميز في السالك ستستغل في مسارات خاطئة في الشكل العام.

انحراف السالك سيأخذ صورة من صورتين:

1. أن يكون الإنحراف فكرياً.. سواءً بالزيادة أو بالنقصان، بالقليل أو بالكثير، بمعنى أن هناك جانبين في الإنحراف الفكري هما:

  1. وجود الإنحراف زيادة أو نقصاناً.
  2. حجم الإنحراف قلة أو كثرة.

وفي هذه الحالة سيتبني السالك منهجاً ابتداعياً، وخطورة الابتداع أنه طعن في الدين والنبوة والله، فهي اتهام بنقص الدين وخطئه، وهي اتهام بتقصير الأنبياء في تبليغ الرسالة، وهي كذلك اتهام لله وقدرته وحكمته، حتى لو صدر الإنحراف عن حسن نية، فالنية الحسنة لن تنفع في مخالفة السنة والابتداع.

2. أن يكون الإنحراف سلوكياً.. والأمر هنا يأخذ صورة المعصية، قولية كانت أو عملية.

إن المنهج لايكون ناقصاً ولا خاطئاً، لأنه وحي من الله وشريعة متكاملة.. والخطأ يكون في السالك، يكون في فهمه أو تطبيقه.. ويتأثر الخطأ بعوامل عديدة منها:

  1. مقدار الفقه عند الإنسان.
  2. المستوى الإيماني للشخص.

اسمع.. من الطبيعي والمقبول أن يكون هناك خطأ في السالك.. الذي هو الشخص.. فكلنا بشر وعرضة للخطأ، ولكن الخطأ في المنهج يعني المخالفة لأهل السنة. ولذلك انتبه لهذه القضية.

وهذا الأمر يجعلنا نعرف كيف نتعامل مع الأخطاء.. وكيف نضبط أمورنا. عموماً لن أطيل ولكن.. لنا لقاء.

 

(الصورة بعدسة: ريان المنصور)