التصنيفات
رؤى

الوردة

سعادة الأشياء باجتماعها.. هكذا تعلمت.. فالأسرة تسعد حينما تكتمل وتجتمع معاً.. والحي يسعد باجتماع بيوتاته.. والمدينة تسعد باجتماع أحيائها.. والدولة تسعد باجتماع مدنها.. والقارة تسعد باجتماع دولها.. ويمكن القياس على ذلك ولن ننتهي. وعلى كل المستويات يشعر الإنسان بسعادة الاجتماع فابتداء من الذرة واجتماع الجزيئات إلى الكون وتحلق النجوم لتكوين المجرات..

ولكن دعونا نأخذ مثلاً بسيطاً ويمكننا الانطلاق فيما بعد.. فالوردة جميلة في غصنها ولكن جمالها هذا لايستفيد منه الجميع.. هل تتألم الوردة عند قطفها وابتعادها عن غصنها؟.. ربما وربما تنسى ألمها عند رؤية عدد الأشخاص الذين سيسعدون بقطفها.

إذا ليس كل ابتعاد عن المحيط مأساة.. وليس كل تغرب ألم.. هذه الوردة كانت مشرقة في الغصن، ولكن ستموت بعد أيام.. والأشواك التي حولها كانت ستمنع الاستفادة منها ولكن بعد قطفها شذبت أطرافها وأحيطت بنباتات زينة زيادة في إظهار حسنها..

سيسعد بهذه الوردة الأم حينما تهديها لها ابنتها.. وسيسعد بهذه الوردة الفتاة حينما يهديها لها زوجها.. وسيسعد بهذه الوردة المجتهد حينما تكون جزاء له على اجتهاده.. وسيسعد بهذه الوردة كل ناظر إليها.. أو مستنشق لعبيرها..

وربما كانت هذه هي الحال بالنسبة لتغربنا.. إن انشقاق نجم عن مجرة هو إيذان بولادة مجرة جديدة.. وابتعاد فرد عن أسرة هو بداية أسرة أخرى.. وتغربنا هنا وهنا في سبيل مبادئنا إنما هو حياة لغيرنا ممن ستصلهم الدعوة، وسيبلغون أمر الله. إن الدعة والراحة ليست مطلب داعية مجاهد باع نفسه لله يرتقب الموت في كل لحظة.. ومن هنا وجب علينا تعويد النفس على غربتها، والتلذذ بهذه الغربة.. نعم نحن ونشعر بشوق.. نتألم ونشعر بمرارة.. ولكن أمة من الأمم تأنس بغربتنا.. وتلتقي برحيلنا عن أوطاننا..

 

(الصورة بعدسة: رهف الشبل)

التصنيفات
طائر المئذنة

عصا الغريب

الوقت منتصف الليل.. ونسمات باردة تداعب خصلة شعر تدلت على جبين الغريب.. وابتسامة منكسرة ترتسم على شفتيه.. ونظرة بعيدة ساهمة تروي قصته.. وعصا من خشب الزان تعانق ظلال نار ملتهبة. وأصوات مختلطة تمزق صمت الليل.. ذئب يعوي في البعيد.. حطب تأكله النار.. وصوت رياح خفيفة يضفي رهبة على المكان..  أحس بالبرد يلامس ظهره فارتجف.. ضم رجليه إلى صدره واتسعت ابتسامته.. ورحل مع الذكريات.

يريد أن يشعر بالاستقرار.. تذكر بداية قصته.. تخرجه من الثانوية وانتقاله للدراسة في مدينة أخرى.. أبعدته تلك الفترة عن أسرته كثيراً.. ومع أنه كان دائم الاتصال بهم، إلا أنه شعر بغربته يوم أن عاد إليهم بعد التخرج.. حتى تلك الفتاة التي اختارها للزواج لم تكن بأسعد حال من أسرته، ولم تفلح في كسر حدود صمته.. أو إخراجه من شعور الغربة الذي يسيطر عليه.

ارتاح لمنظر الجمر.. وشعر بالدفء حين قرب يديه وجسمه من النار.. ترى كيف ينقل هذا الشعور إلى عواطفه؟ الجمود بينه وبين الناس، والعلاقات المحدودة، والرغبة في الابتعاد، انهماكه في عمله الذي أخذ نفسه ووقته، بدت كل تلك الذكريات صوراً تومض مع لهيب النار.. تمنى لو يشعر بهذا الدفء في العالم من حوله.. لم يكن يؤنب نفسه في تكوين شخصيته.. فهو الطالب الواضح، الصريح.. يحب أن يحدد أهدافه، ويسعى لتنفيذها في قوة وصلابة.. ولكن البعض لا يوافقه في إصراره العجيب.. أخذ جمرة وألقى
بها وسط الجمر ووضع إبريق ماء وعاد لتأملاته.

ابنه بدأ يأخذ طباعه.. يقولون إنه عنيد، ولكنه سعيد برؤية ابنه بهذه الصورة.. ليس عنيداً، ولكنه شجاع وجرئ.. أدبه كأحسن ما يكون الأدب، وعلمه أن لايسكت على الظلم.. ربما هذا مايزعج البعض منه.. حتى ابنه يقضي وقته بين الكتب والحاسوب.. ويأنس للبحر والجبال.. إذاً هو صورة من أبيه. ابتسم لهذا الخاطر.

شعر أن الوقت تأخر فقام إلى المكان الذي أعده لنومه.. مغارة صغيرة في جبل مفتوحة من الجانبين ولكنها تضيق في أحدهما، أغلقها من تلك الناحية ببعض الصخور، وفي طرفها بقيت النار مشتعلة توفر له الدفء ونوعاً من الأمان.. أغمض عينيه في محاولة لاستراق غفوة يرتاح من عناء يومه وطول الطريق.

عادت له الذكريات.. الوظيفة التي يطمح إليها الكثير ممن هم في سنه، وكلمات الإعجاب التي سرت في عائلته.. وغيرة البعض منهم من التوفيق الذي ناله.. وانتقاله بزوجته إلى مدينة جديدة.. ثم الترقية السريعة التي لم تكن تخطر على بال.. والمعاناة التي أعقبت تلم الترقية والخلاف بينه وبين بعض رؤساء الأقسام في التعامل مع اللوائح والأنظمة التي تخص المؤسسة.. كل تلك الأفكار زاحمت رأسه ومنعته من
النوم.

ارتفع عواء ذئب قريب نقله من عالمه إلى عالم الذئاب.. كم يغبطهم على رفقتهم.. تمنى لو كان ليلاً أو ذئباً.. لا يهم المهم أن يكون واحداً منهما ليترافق مع الآخر. وتذكر الصعاليك وعشقهم لليل وأنسهم بالذئب. فابتسم في حزن.. كان بعض الصعاليك شريفاً في قومه، ولكنه تمرد على بعض الأوضاع التي سادت في الجاهلية وخرج على قومه.. وبدا له أن التاريخ يعيد نفسه في صورة أكثر تحضراً، وأكثر وحشية.. ففي عصر
الصعاليك كان الناس يحفظون العهود ويكرمون الضيف ويتمثلون بالعادات الحسنة إضافة إلى الشجاعة النادرة وعدم الغدر. أما الآن فقد ضعفت الروابط الاجتماعية وحلت مكانها ماديات مقيتة في التعامل مع الآخرين، وأصبحت المصالح هي الأساس في العلاقات.. اخدمني أخدمك.

عاد لصوت الذئب أحقاً يأنس له؟ لماذا؟ ألهذه الدرجة توحشت نفسه فعاد يأنس للذئاب أكثر من البشر تماماً كالصعاليك؟ إنه لم يطلب سوى الحياة الكريمة.. كل الذي أراده من الناس الصدق.. والحرية والطهارة.. لا يريد الظلم.. أراد أن يكون لله، ويحب لله.. أراد أخوة لاأطماع فيها ولا رغبات خاصة.. أراد أن يقول الحق في هدوء وتقدير للمقابل ويقبله الآخر في رضى وسعادة.. أكانت هذه الطلبات مستحيلة؟ هل هي ثقيلة حتى على الأخيار؟ لماذا شعر بفجوة بين النظرية والتطبيق؟ لماذا يتشدق الناس بالمبادئ ثم يقفون عاجزين أو بالأصح غير راغبين في تطبيقها على حياتهم؟

شعر بثقل الأسئلة على نفسه وتردد الإجابة في صدره.. وبدأ النعاس يغزو عينيه.. لم يطل الوقت في التفكير فقد بدأ يرحل في عالم الأحلام.. هادئ النفس قريرها.. قام من نومه قبل الفجر.. وتوضأ من ماء قريب، ووقف يصلي.. شعر أنه انقطع عن الأرض بصلاته ومناجاته.. كان يحتاج للاتصال بالله، وأحس أن نفسه سكنت.. اضطجع على جنبه الأيمن وبدأ يستغفر الله وينتظر وقت الفجر.. دخل الوقت فصلى السنة،
ثم صلى الفجر..  وفي صمت حمل عصاه وتابع المسير.

 

(تصميم الصورة: هنادي الصفيان)

التصنيفات
رسائل إلى نفسي

حالة خاصة

29/4/2011م

المنزل (الصالة).. الساعة 3:58 فجراً

أتمنى لو كانت لي حروفي الخاصة، رموزاً تعبر عما أريد بلغة لايفهمها سوى من أريد أن يفهم.. كلماتي الخاصة، مصطلحات ومعان خاصة بي.. أجوائي الخاصة، لاحرّ ولا قرّ.. أغمض عيني فتنتقل الفكرة لايكدرها فهم ثقيل أو تأويل بغيض أو مناخ متقلب.

التصنيفات
رسائل إلى نفسي

حنين إلى نفسي

25/4/2011م
المنزل (الصالة).. الساعة 2:14 فجراً

أذكر نفسي في التجارب بغض النظر عن نتائجها.. ففي النجاح أحتاج نفسي لتنظر أبعد مما يراه الناس، فترى الخطوات والفرح والمشقة.. تشعر بي فتثبتني بكلمة.. وتفرح لنجاحي.. وحين يحتفل من حولي بالنجاح تبقى معي بعيداً عنهم.. أشعر بالليل من حولي وهي معي.. صخب الاحتفال يصلني.. أراقب فرحتهم وابتسم.. لايهمني أن أكون معهم الآن فلن يشعروا بغيابي.. ولكنني سعيد لأنني جعلتهم يحتفلون.. بالنسبة لي فالتأمل في الليل وسكونه يعد احتفالاً استثنائيًاً.. أفقدتنا المدن وصخبها لحظات الأنس.. ولذلك أبحث عن نفسي.. ستفهمني بلا شك.
في لحظات التعثر أعود لنفسي.. تضمد جراحي وتبتسم لي.. هذا نجاح وليس بتعثر.. لقد بذلت جهدي.. لاأحد سيفهمني كنفسي.. سنحتفل سوياً.. ولن يفتقدني أحد كذلك.. سيتهربون مني مراعاة لما يرونه فشل.. وسأكون سعيداً لأنهم ابتعدوا بينما أعيد ترتيب أوراقي وأجدد الانطلاق.
لايوجد في قاموسي بحمد الله كلمة توقف نهائي.. التوقف النهائي يعني الموت فقط.. أما الأمور الأخرى فليست سوى لحظات التصحيح والمراجعة.. أي أنني أستلم تقريراً وأعدل الخطة ومن ثم أنطلق ثانية لتحقيق الأهداف.
عن نفسي أرى الصورة بسيطة بعكس ماقد يراه بعض من حولي تعقيداً وبعداً إدارياً في شؤون حياتية لاتحتمل المفاهيم الإدارية.. طبيعتي عسكرية أي أنني أتقبل الانضباط والأمر والنهي.. أعتبر نفسي مثالياً للعمل كفريق.. لاأوجه مشكلة الفريق بقدر ما أواجه مشكلة المهام.. غياب المنهجيات يشعرني بالقلق.. لأنني سأظل أتسائل وماذا بعد؟
ولأنني منهجي أحتاج نفسي، فمن الصعوبة أن تجد فريقاً منهجياً.. في الحقيقة سيكون لديّ عدة فرق عمل لكل فريق دوره ومهامه، فقط نفسي ستكون ملازمة لي في كل المهام.
إذا أردت النجاح آمن بما تريد.. إذا لم تؤمن بمبدئك فلاتنتظر أن يؤمن به الآخرين، ولن تدعوا له.. ولو حاولت فستقف لأنك ضعيف لاترى سوى مايراه الآخرون من حولك.. لست سوى مرآة لهم.. ولكي تؤمن بمبدئك استند لقوانين ثابتة.. عن نفسي أؤمن بالشريعة.. ليس الإيمان النظري اللفظي فقط.. بل إيماناً يمتلك علي قلبي وعقلي.. أشعر معه بالرضا بالقدر وأؤمن بالخير فيه.
ببساطة أسألك سؤالاً.. هل الدين صحيح أم خطأ؟
البعض سيقول المشكلة في المتدينين.. أنا لم أسألك عن المتدينين.. أنا سألتك عن الدين.. حين نعارض الدين فنحن أمام خيارين:
# إما أننا نكذب الأنبياء ونكفر بالله.. وهذه مشكلة فنحن نحتاج إلى إسلام جديد وإيمان جديد لايقبل الشك في الله والتشريع.
# أو أننا عصاة مقصرون.. ونحن بحاجة وقتئذ للتوبة وتصحيح الأخطاء.
بساطة متناهية في فهم الدين.. لاأحب الجدل والخوض في نقاش وتبرير..
– ذات يوم سألني تلميذ حديث عهد بالاسلام عن مسألة، قال لي: يا أستاذ ماحكم كذا؟
– قلت مختلف فيها.
– قال يا أستاذ.. أسألك: أفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
– قلت بلى.
– قال يكفيني هذا.. سأفعلها، فلو لم تكن واجباً فقد تكون سنة، يكفي أن الرسول صلى الله عليه فعلها.
أتخيل نفسي تبتسم.. أنا لاأبتسم الآن، ولكنني أشعر بابتسامتها.. حتى لو لم تحرك شفاهها فمعنى الرضا يصلني ويغمر قلبي بالسكينة.
(الصورة بعدسة: عبدالله البلوي)

التصنيفات
بين الإنسانية والمهنية

تصميم وبناء النماذج

سلسلة إدارية تساعد في تعلم الكيفيات..
بمعنى أنها تجيب على سؤال: كيف؟
تعلم كيف تعد النماذج الإدارية في منشأتك..
ماذا تحتاج؟ وماهي المواصفات..
من هنا:
الحقوق ملك لمؤسسة صدارة: http://sadarah.com.sa/index.php?page=view_version&id=29
مع التحية..
التصنيفات
كلمة ودلالة

كلمة ودلالة.. 002

“العمل للدين كالسفينة:

الشباب وقوده، الكبار دفته، العلماء بوصلته، التجار أشرعته، الدولة مرساته، المجتمع ركابه، الجرذان أعدائه، المؤسسات بحارته، الواجبات حمولته، العقيدة هيكله.

وفي بحر الحياة سفن لو انتظمت شكّلت أسطولاً قوياً، ولو نسقت كوّنت فريقاً متكاملاً، ولو وحدت قيادتها نجت من الغرق”

 

(الصورة بعدسة: ريان المنصور)

التصنيفات
همسات

رسالة لأمي

كل شي يذكرني بك.. حتى مرضي..

 

أفراحي ترسم أفراحك..

وبثغرك حبات اللؤلؤ..

ينظمها كفي يا أمي..

 

بسماتك تأخذ فرحتها..

من ثغري..

من ضحك عيوني..

من بسمة آمالي..

نظراتك ترسم عاطفة..

وعيونك مرآة شجوني..

 

في صدري ألم الأعوام..

أطويه وأطوي أيامي..

وأخادع عينك يا حبي..

كي أخفي عنك الآلام..

 

كالطفل أغوص بأحضانك..

أبتسم لأخفي أحزاني..

أملأ بيتك بالضحكات..

وتزيد بصدري الحسرات..

 

أشتاق لكفك يا أمي..

أشتاق لعطرك ننشقه..

وبصوتك يملأ أعماقي..

يترعها خيرا يا قلبي..

يالحناً يرقص في شفتي..

يا عقداً في جيد الأيام..

 

آه ياحسرة أفراحي..

تبعدني عنك الأميال..

في بعدك نار تحرقني..

وبقربك تزداد النيران..

 

(الصورة بعدسة: أسيل الغنام)

التصنيفات
رؤى

حقيبة الأدوات

لكل مهنة أدواتها، والتعبير بحقيبة يأتي على نوعين:

  1. أن تكون حقيبة حقيقية.. ويراد بها الأدوات التي يحملها الطبيب، النجار، الميكانيكي، وغيرهم.
  2. أن تكون حقيبة مجازية.. وهي تعني في هذه الحالة المؤهلات التي يتمتع بها أصحاب المهن وتميزهم، كالدقة في الساعاتي، والقدر على التحليل عند الاقتصاد.

من مميزات الحقائب المهنية الآتي:

– الوجود والخصوصية.. فلا بد من وجودها سواء المحسوس منها أو المعنوي، فلكل صاحب مهنة أدواته التي ترافقه، بل قد يتطور الأمر ليكون له حقيبة خاصة لايسمح لزملائه بالاستفادة منها، وذلك لضمان الجودة والسلامة والعناية وغير ذلك.

– التقدير والسمت.. فبدون هذه الأدوات لايستطيع الفرد أن يمارس مهنته، ونجد كل مهنة تعرف أنواع الأدوات فتختار أجودها، وتتأكد من المصنعين والمواصفات. ولا يتطاول أصحاب مهنة على أخرى، لينتقص من
أدواته، فلم نر طبيبياً يعيب على كهربائي أنه يحمل أسلاكه معه، ولم نشاهد مهندساً يستهزئ على طاولة الخباز. بل يترك الأمر لكل إنسان ليحدد محتويات حقيبته، وإذا لزم الأمر اتصل المتضرر بأصحاب الاختصاص، ونقده ثمن الخدمة التي يقدمها.

– التصنيف والترتيب.. فلكل أداة مكانها في الحقيبة، ولكل أداة مواصفاتها في العمل والتصنيف.

أمر واحد اختلط على الكثير من الناس وأصبح أصحابه يعانون من تدخلات الآخرين فيه، وهو العلم الشرعي والفتوى، فالبعض لم يراع ضرورة توفر الأدوات الشرعية.. ومنها على سبيل المثال:

1. العلم بالعقيدة ومعرفة التوحيد وتجنب الشرك ومنها الآتي:

  • معرفة الله سبحانه وتعالى وأسماء وصفاته، والفرق بين الألوهية والربوبية، وما يترتب على
    ذلك.
  • معرفة الأنبياء وحياتهم، ودعواتهم، ومايحتاج إليه.
  • معرفةاليوم الآخر والجنة والنار والبرزخ والحياة الآخرة بشكل عام.

2. العلم بالقرآن الكريم من حيث:

  • حفظه واتقانه.
  • معرفة أحكام تفسيره وأشهر مفسريه، ومناهج التفسير، وأثر ذلك على الحكم الشرعي.

3. العلم بالحديث النبوي من الناحيتين:

  • الأولى: نص الحديث واتقان حفظه.
  • الثانية: العلم بالمصطلح، ومعرفة رجاله وأحوالهم ودرجاته، وأحكامه، وثبوته، والعلم.

4. العلم بالفقه وأصوله والاستنباط والقدرة عليه، والربط بين المختلف، والاختلاف في الأحوال والأحكام.

5. العلم بالعلوم المكملة، كالتاريخ، والرجال، والدول، وماوجد فيها من بدعة، والحركات الهدامة وتواريخها، وارتباطها ونشاطها، ورجالها.

وغير ذلك من الأدوات الشرعية.. هل نتصور أن هذه الأدوات سهلة؟ عن نفسي لا اعتقد، وبالرغم من تخصصي في العلوم الإنسانية، ثم في العلوم الإدارية، وبالرغم من كوني طالب دراسات عليا، إلا أنني لازلت أتمنى أن أتمكن من دراسة العلوم الشرعية واتقانها، وذلك لتشعبها وصعوبة وحاجة الإنسان إلى
قوة حفظ واستحضار ذهن ليتمكن من استخدام الأدوات المناسبة اللأحداث.

البعض قد لايشعر بحجم الأمر، ولكن التصدي للفتوى والعمل عليها ومتابعة حديث للتثبت من رجاله ومعرفة صحته أمر فيه مشقة لاتقل عن دراسة تخصص علمي والسهر للتعرف على خواص كائن في المحيط.

لكل تخصصه، ولكل إمكانياته، ولذلك أؤمن أن الفتوى ليست من حق إعلامي يجهل أبسط الأمور الشرعية مما يقام به الدين، وليست من حق طالب علم تخرج من كلية الشريعة مكتفياً بما درسه، متخيلاً أن في ذلك كفاية فلم يتحمل طلب المزيد.

وليست من حق من عرف بالفساد والانحلال، والبحث عن فتوى تحقق رغبته الشخصية فيأخذ من عالم هنا، وعالم هناك، ويضرب الأقوال ببعضها، ليخرج برخصة تبيح له كل مايريد ولو كان في ذلك الحرام أو مقاربته.

بل من حق أئمة العلم، اللذين عرفوا بالصلاح في سيرهم، والجد في طلبهم للعلم، والدين وصحة المعتقد في تعبدهم. والثبات في نصحهم وجهادهم.

حقيبة الأدوات ليست حكراً على أصحاب المهن، بل هي لجميع التخصصات. وكما نتعامل بتقدير مع مفك، أو منشار، فلابد أن نفهم معنى أن نقول على الله بغير علم، أو نتأول بجهل كلام الله وكلام رسوله صلى الله
عليه وسلم.

لله العلم وأهله، غفر الله لهم، وكتب لهم الأجر على مايلاقونه من ضعاف النفوس ممن يريدون الدنيا على حساب الآخرة، أو ممن جهلوا وظنوا أن مالديهم من علم يكفي للوقوف أمام طوفان المتغيرات. ورحم الله
أمةً ابتليت بهولاء.

(الصورة بعدسة: ريان المنصور)

التصنيفات
القصيدة

ضاع الأثر

الــشــوق أرقــنـي وأضناني السهر … والحب يقتلني فقل لي ما الخبر

والـنـبـض بـركان يـمـزق داخـلـي … يــلـهـو بأعماقــي ويرمي بالشرر

والـذكـريـات خـنـاجـر تـجـتـاحـنـي … لا كـف يـمـنعها سوى كف القدر

لا خــل يــذكــرنـي فـيـذرف دمـعـة … كلا ولا الأشـبـاح في تلك الصور

أمــضــي أقــلــب عالماً قــد عــفته … قد تاهت الأعيان ، بل ضاع الأثر

وأراقـب الـذكـرى تـداعـب خــاطـــري … فـأفـيـق ملتاعاً يعاتبني القمر

والليل يــحـضـنـنـي ويـذرف أنـــــــجـمـاً … فأصوغ أنجمه قلائد من درر

لا القلب يرحمني وينسى ودكم … والوصل ينكرني ، لأبقى في سفر

 

(الصورة بعدسة: سديم البدر)

التصنيفات
بين الإنسانية والمهنية

أفكار صغيرة (003).. المزيج الترويجي

العملية الإدارية ترافقنا في كل مكان..

سهلة إذا عرفنا كيف نتعامل معها..

وهذا دورنا في صدارة..

من هنا:

أفكار صغيرة 003

مع التحية..

 

(الحقوق الفكرية ملك لمؤسسة صدارة)

للمزيد من الإصدارات يمكنك زيارة الموقع: www.sadarah.com.sa