التصنيفات
رسائل إلى نفسي

منهجية

10/5/2011م

المنزل (الصالة).. الساعة 7:40 صباحاً

لم أكن أنتظر قرآءً لصفحتي هذه.. كانت مني إليّ فقط. ولماذا سجلتها؟ لتراها نفسي.. فهل كل قارئ نفسي؟

كاتب لم يفهمني.. وآخر احتار فيّ.. الغموض، الحيرة، الصعوبة، هذه أوسمة نلتها في عالم الشبكة العنكبوتية.

أصبت بالزكام منذ يومين، أعلم ماذا ستقول، لا.. لم أذهب إلى الطبيب.. وأعلم أيضاً فيم تفكر الآن، عنيد، مهمل، لايهم، لن أذهب.. وهل كل وعكة تستعدي طبيباً؟

أنا غير.. هذا تعليقها في هذه الساعة، هذا شعورها على الأقل ولو لم تقله علانية، الحياة القصيرة تحد من خياراتنا، لاأملك الرغبة في كثير من الأشياء التي يعملها الآخرون، غرور؟!! هي تعلم أنني لست مغرور ولكنني لا أهتم بالاختيارات الشخصية للآخرين، لكل إنسان طريقة، أسلوب، سلوك، ليراجع كل واحد حساباته ويصحح مساراته.. أنا أريد الاستقرار، والاستقرار علمني وضع معايير لأتمكن من اتخاذ القرار الصحيح في الوقت الصحيح.

 لن أجادل في الصح والخطأ، سألتزم منهجيتي، ولكنني سأضع أفكاري.. سأتكلم عنها صراحة، هذا ماأؤمن به، كما أنني أتقبل قناعات الآخرين فأنا أؤمن بقناعاتي، ليس صعباً أن أغير فكرة، ولكن المشكلة من الذي سيلتقي معي في معاييري؟

الدين معياري، الحلال بين والحرام بين، ليست هذه المشكلة، الأمور المشتبهات هي مانخوض فيه ونختلف.. عفواً هل قلت أنه لاتوجد مشكلة في الحلال والحرام؟!! معذرة، فالحلال بين والحرام بين والخوض فيها كثير.. كل يوم تتسع دائرة الحلال، دائرة الحرام تآكلت، وأصبحت دائرة الحلال باهتة، لم تعد ناصعة بينة كما كانت في السابق، ستكتمل الصورة ذات يوم لتصبح الأمور كلها حلالاً.

ينقص العلم الشرعي، والكل أصبح مفتياً، كتبت عن حقيبة الأدوات ذات يوم، لم أكن أتوقع أن تصل الأمور إلى هذه الحالة، كل إنسان يحمل حقيبة إفتاء.. يضع مايريد من معايير ويختمها باسم الدين، يتكلم باسم الله، يضع رصاصة في رأسي باسم الله كذلك. قررت الصمت ولكن صمتي ثورة لم تعجب المتكلمين.. قررت العزلة حتى أنني اشتريت سيارة لذلك.. سأقضي ساعاتي الأخيرة مع أبنائي بين الرمال.. لحظات صفاء في ساعات المدن المجنونة.

لاأشعر بالرغبة في مشاركتهم أطروحاتهم، أمرّ على حججهم الواهية فأشعر بالامتعاض، تفتقر إلى الكثير من المقومات، تملك وسائل نشر ليس إلا، ولكنها لاتملك الشرعية لغياب العلم والمنهجية. مامعنى منهجية؟ اسأليهم مامعنى منهجية؟ وكيف نخطط على أساس المنهجية؟ ابتسمت لهذا السؤال، حتى بعض من أحب أزعجهم حديثي عن المنهجية، ولكن المنهجية هي من تحقق الشرعية وتحدد مسارات الطريق.

يطرأ على بالي زيد بن عمرو بن نفيل رحمه الله، يبعث يوم القيامة أمة وحده، كان يفر من غضب الله.. ويفر من الضلالة، في الأخير قرر التوجه لله لوحده في عالم اختلطت فيه الأوراق، كنت أفكر في الكهنة اللذين يحدثونه، لن تكون يهودياً حتى تنال نصيبك من غضب الله، وفي الرهبان حين يقولون له لن تكون نصرانياً حتى تنال نصيبك من الضلالة!! إذاً لماذا تصرون على غضب الله وعلى الضلالة؟!! سؤال حيرني كثيراً.. ماهذه الشخصية المعوجه! كانت كل الخيارات في يدهم، وكانوا قلة، ومن حولهم كثرة وثنية هي أسوأ حالاً منهم، وبقي مهاجر هنا ومهاجر هناك، عرفهم الإسلام بعد ذلك بحنفيتهم.. أعزّ الناس من عبدّ نفسه لله.

(الصورة بعدسة: عبدالله الشثري)