التصنيفات
رسائل إلى نفسي

علامات

 13/5/2011م

شقة الشباب (المجلس).. الساعة 10:00 مساءً

لا أدري متى كسرت نظارتي بالضبط.. ولكنني أتذكر أنني قررت وقتها بكل هدوء ألا ألبسها مرة أخرى، ولا أراجع طبيب عيون من أجلها. هل كنت أعني تلك النظارة تحديداً أم جنس النظارات عموماً؟! لا أدري في الحقيقة، فقط قررت أن أنسى الأمر وأتعايش مع الوضع الجديد، وهكذا أغلقت صفحة استمرت معي من بدايات المرحلة الابتدائية إلى مابعد الجامعة والعمل. منتهى العناد، وعناد بارد في الحقيقة لم يهتز لي رمش وقتها، تعايشت مع الوضع الجديد لا أذكر إذا ماأصابني صداع أم لا، فقد قررت كذلك ألا أتناول أي مسكن أيضاً.. وربما أكون قد تعبت في البداية في تحسس موضع النظارة فوق أنفي، أو تعبت من شدة التركيز، ولكنني لم أهتم بكل هذا.

هذه الأيام بدأت علامات الشيخوخة تظهر علي، أبعد أصابعي عن وجهي لأتمكن من رؤية أظافري لأقصها، مع التركيز وتصغير عيني لأرى بوضوح، أرى الأشياء البعيدة، ابتسمت، تفائلت خيراً.. على الأقل ليس ضعف نظر.

بدأ الصيف.. أو لأقل بدأ شعوري بالحر.. أصبحت أحب الحر.. لم أعد كما السابق، لابأس فالمتغيرات كثيرة من حولي، هذا ليس بالتغير المزعج لكثير ممن يتعاملون معي. هل من حولي مساكين؟ ربما أحتاج لعمل استبيان للتعرف على تأثيري عليهم ومدى سعادتهم بالحياة معي. النظام، المنهجية، الرؤية البعيدة، التنظيم، والرغبة الشديدة في العزلة، والهدوء في التعامل مع بعض المعطيات والحرارة مع معطيات أخرى. ربما تكون فكرة جميلة أطبقها في القادم من الأيام.

هل يمكن أن نجسم الأحداث والأشخاص من حولنا؟ هل يمكن أن نعيد معدلة الإنسان (يعني صياغته بطريقة برمجية) بحيث يمكن تركيب قطعة مكان قطعة؟ قد نرتاح لأننا سنستبدل قطعة مكان قطعة، إنسان مكان إنسان، أفكار مجنونة كما يقول الزملاء.. هم لا يقولونها مذمة، ولكن حين نجتمع ونقرر أن نعمل مشروعاً ويكون مبدعاً نصل لأفكار غريبة، في بعض الأوقات لايمكن تطبيقها ولكن أحياناً تطبق مع بذل جهد متميز. هذه الطريقة ستمكننا من معالجة جوانب سلبية في شحصياتنا للتأقلم مع من حولنا، وقد لاتكون جوانب سلبية بقدر ماتكون موائمة بين المكونات الإنسانية والسلوكية والفكرية للصورة التي نسميها الحياة.

(الصورة بعدسة: عبدالله الشثري)