التصنيفات
أكواخ الظلام

همسة ود

ما الذي تريده أيها القارئ؟
ماهو بعد النص القصصي لديك؟
من ينظّر لهذا الفن لم يتفقوا.. ولا أرى أنني ملزم بنتيجة حوارهم.. فأنا هنا وحدي.. أحمل قلمي، أوراقي، حقيبتي، مشاعري، تجاربي، ونزفي. ارحل معي إن شئت.. أو فانظر إلى المكتبة العربية فستجد ألف كتاب وكتاب يمكنك ان تستبدلني بها..
سألني الكثير عن أسلوبي في الكتابة، معظمهم لم يكن معترضاً بل معجباً، ولكن بعضاً منهم كان يريدني أن أغير أسلوبي، ولكن ليس سراً قارئ العزيز بأنني لا أتكلف الكتابة، وأن ما أكتبه يأتي لوحده دون عناء.

التصنيفات
رؤى

مخازن الأصدقاء

أنا لا أصنف الناس التصنيف السلبي الذي يمنع التواصل معهم، ولكن كشخص منظم أنادي دائماً بالمعايير فأرتب كل شي حولي، ويدخل في ذلك العلاقات الإنسانية والأصدقاء.
جوالي، بريدي الإلكتروني، مفكرتي، تحتوي مجموعة من العناوين، ولكن هذه العناوين لاأضعها بشكل عشوائي، بل أصنفها بعدة طرق. ولتجنب مشاكل الوصول إلى المعلومة تعلمت جزئيات في البرمجة تساعدني على القيام بتنفيذ برامج أضع فيها المعلومات التي أستخدمها في حياتي  اليومية في المنزل والعمل.
الحياة بالنسبة لي عملية إدارية في كثير من النواحي، ومن هذا المنطلق ربما يمكن أن أشبه العلاقات الإنسانية بإدارة المخازن.
ابتداءً من المباني المصممة خصيصاً لأغراض التخزين والتي تشبه النفوس في وضعها لمعايير المحتوى، والتي هي الصداقة عند البشر، واحتياجاتها للأصدقاء، مروراً بأنظمة التخزين والتصنيف والترقيم، وانتهاءً بإجراءات الجرد ومراقبة المخزن وعمليات الصرف وغير ذلك. ولتوضيح الصورة سأشرحها ببساطة.
إدارة المخازن تتكون من النقاط الآتية:
–    أليات: وتشمل المباني، والمعدات.
•    المباني.. وهي كذلك في نفوسنا فالنفس بناء يختلف في تصميمه من شخص لآخر.. فهناك الشفاف الذي ترى من خلاله مايدور فيه، وهو حساس لأي خدش. وهناك الحديدي الجامد، البارد في عواطفه، الجارح لغيره والبعيد عن الآخرين، وهناك المسلح الجميل في الظاهر الخشن في التعامل، وهناك الخشبي، ملاذ لكل الأفكار الدخيلة تعشعش في رطوبته، فيتآكل ويضم في أركانه أنواع الحشرات والسموم.
•    المعدات.. وللتعامل مع المخزون السلوكي وقوائم الأصدقاء نستخدم معدات مختلفة ولكل آلة استخدام وأثر، فالرسالة، والمقابلة، والبريد، والابتسامة، واللمسة، ليست سوى أدوات تفتح قلوب من حولنا للتعامل معنا.
–    المواد: وهناك في النفس نوعين من المواد نتعامل معها وهي:
•    أفكار.. وهي متنوعة بتنوع الشخصيات التي نحتك بها في البيئات المتنوعة.. العمل، المنزل، الدراسة، الشارع بكل أطيافه وطبقاته، ابتداءً من موردي الحاجات الأساسية كالبقال، الخباز، وغيرهم، وانتهاءً إلى البنوك، المؤسسات، الشركات، والدوائر المختلفة.
كل واحد من هؤلاء يترك بصمته.. وأحياناً لايتركها بصمت.. بل بضجيج وتغير في السلوك ظاهر.
•    سلوكيات.. وهي طريقة كل مورد في التعامل مع المعطيات.. ويتم الاقتباس والتبعية والتقليد، في الأخذ والعطاء.
وهذا يشبه المخازن أيضاً.. فهذا التنوع يأتي من نفس الموردين في الحالتين، ولكن باختلاف كميات البضاعة الواردة، ونوع البضاعة إن صح القول. فهناك تورد مواد استهلاكية.. وهنا تورّد افكار وسلوك وتقليد إيجابي أو سلبي. وتترسب المواد في القلوب كما تترسب في أرضيات وجدران المخازن. ويكتسب كل مخزن طبيعة ورائحة مواد المخزون.
–    عمليات: ومن ضمن العمليات التي يمكن أن تتم في النفس أو في التعامل معها:
•    الحب والقبول.. وتفضيل منتج على منتج، أو تقديم موردّ على آخرين، وكذلك الشعور بتفصيل العمل في منطقة دون منطقة ضمن المخزن الواحد.
•    التفكير والاهتمام.. في العمل، وفي البشر الذين يتعاملون مع العمل، أو التحليل لموقف واتأثر بسلوك، والتغير وإحلال نظام إداري أو سلوكي محل آخر.
•    الزيارة والاتصال.. وتحديد مواعيد للاستماع للآخرين ورؤية مالديهم، وهي كذلك في النفوس، ووقفات التأمل والمصارحة تمثل زيارات الموردين.
–    إجراءات وقوانين: ولتتمكن المنشآت من ضبط عملية المخزون يتم وضع القوانين التي تنظم العلاقات، وهي مانسميه اللوائح، ومن ذلك على سبيل المثال:
•    مايأتي أولاً.. يصرف أولاً. فالأصدقاء القدامى هم الأصل في التعامل، وهم الملجأ الأول في علاقاتنا إذا واجهتنا الحياة بهمومها أو بهجومها.
•    أوامر الصرف.. فلا شي تقدمه النفس مالم يكن هناك أمراً به، أو بصورة أخرى مسوغاً له، حتى النفوس الطاهرة إنما تبذل طمعاً في الاخرى، وبأمر الله عزوجل.
ليست هذه الإدارة الأولى التي تشبه الإنسان، ولكنها إدارة أخرى يمكن أن تنظم بسهولة بالرغم من مخاطر المواد المحفوظة فيها. بينما أقف للمرة الألف أمام النفوس وفي يدي أوراقي وأقلامي.. أمسح رأسي لأحاول التعرف على الكيفية المثلى في إدارتها.

 

(الصورة بعدسة: رامي)