التصنيفات
القصيدة

مواعيد اللقاء

 

وتغيب عن قلبي مواعيد اللقا.. واتــيــه ابــحــث فــي ظــلال خــطـاك
ماذا دهى قلبي أضاع سلامـه.. ومـــضـــى يـنـقـب فـي رمـال شـقـاك
قد كان يرجوا أن تكوني حـولـه.. نــجــمــا إذا اشـــتــد الـظـلام لـــقــاك
لاتـحـسبي قلبي يملّ سكونه.. كم قد سرى في الليل همس شفاك
انـشـودة تـشـدوا بـهـا نـبـضاته.. فـيـــطــــــيـر مـن شـوق الـى لـقـيـاك
ويراك في صور الحياة جميعها.. فـي النجم، في الأشجار، في الأفلاك
في البحر طوفانا يراك وساكنا.. فـي الـمـرج مــــرت فــــوقـــه عـيـنـاك
في الـعـرب يـلمح نخوة يمنية.. مــــضــــريــــة ويـــــراك فـــــي الأتـراك
يامـن رأى قـلـبـا يـجـر قـيـوده.. لــمّــي الــجــراح فــقــد قــضـى يرعاك

(الصورة بعدسة: Barbara)

 

التصنيفات
رسائل إلى نفسي

الحب

31/5/2011م

المنزل (الصالة).. الساعة 12:17 مساءاً

أصعب الحب هو مايبدأ بقتلك، كل شي فيه سيقودك إلى الموت حتماً، فإن لم تمت فستبكي على نفسك، صدقني ستبكي، الحب حياة مستقلة خارج حدودنا المكانية والزمانية، لن تسأل نفسك سؤالاً مما يعرفه الناس، وستظل تنظر لحبك على أنه حياتك وسر وجودك (إن صح التعبير).

من السهل أن تقرأ هذه الكلمات تحت مكيف فلا تشعر بحرارة هجير يعيشه العشاق، من السهل أن تضع نشيداً بدف أو بإيقاع أو حتى أغنية وأنت تقرأ وتتمايل مع كلمات حب، ولكنك لن تسمع صوت الأقسام وهي تسحب والانفجارات وهي تحيط بآخرين. من السهل أن تغمض عينك وتشم رائحة بخور أو طعام، ولكن صدقني لن يصلك عبق البارود الذي يملأ أجوائهم.

آه من الحب في سمعي وفي بصري وفي فؤادي وفي عقلي وأركاني.. أنى اتجهت أراهم لا أفارقهم فكأنهم صنعوا من بعض تحناني.. الحب في حقيبة صغيرة تحمل على الظهر وفيها قطع قماش يزهد فيها الكثير وتعني لصاحبها الدنيا كلها.. الحب بسيط في نظر هؤلاء، سمعت برنامجاً عن مصعب بن عمير رضي الله عنه، لمّا أحيط بهم في أحد أخذ يصرخ ويجري والعلم بيده ليلفت نظر المشركين إليه فيغفلوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويقتل رضي الله عنه، هذا هو الحب.. أوقات استصعب عمير أن تطول وهو يأكل تمرات في يده.. يراها حياة طويلة أن ينهي التمرة في يده، ويعصرني الأسى وأنا أراهم، وتضيق الدنيا باتساعها وأغمض عيني لأرحل في عالمهم.

هذا الصباح كنت أفكر في شهداء أحد رضي الله عنهم.. بمن يستبشرون؟ بأي زائر يحدثون أنفسهم؟ من الذي يمشي فوق جبل الرماة وهو يتهامسون باسمه؟ هذه أمة بعضها من بعض.. سيل الدم يمتد في عروقها.. مهما طال الزمن ومهما تغيرت الظروف فلابد من أوردة تحمل الشريعة وتسكب أرواحها لتروي المبادئ.

الهجر هو الشيء المؤلم في الحب، ولذلك ستبكي على نفسك، ستقف أمام نفسك لو كنت شجاعاً لتعرف هل كنت مدعياً في محبتك بعيداً عن محبوبتك، أم أنت محروم من وصالها فتبذل جهداً آخر وثالث وهكذا حتى تصل إليها أو على الأقل ترضى أن وصلت إلى منزلتها (ولو مات على فراشه) وأنت صادق في طلبك للقرب.

ويظل الحب مختلف، ولكنه عالم خاص لايعرف حدود مكان ولا زمان.. لاجنسية تقيده ولا حدود.. يظل الحب حباً رغم كل شي.

(الصورة بعدسة: Barbara)

التصنيفات
رؤى

مراحل القمر

تمر مراحل حياتنا وهي تشهد تطورات تمتد لتشمل كل التفاصيل الجسدية والفكرية والمعرفية، وبين مد وجزر نراقب أنفسنا ونحن نرتقي أو ننحدر، تماماً كمراحل القمر المولود على شكل هلال يظهر من الشرق لتشرق أنفسنا معه ايذاناً بالولادة، وينتهي في المغرب ليطوي صفحة من حياته القصيرة وحياتنا القصيرة كذلك مقارنة بعمر الحياة. لكن القمر يحظى بفرصة الولادة الثانية والثالثة والعاشرة، ليعود في كل شهر من أعمارنا بحياة جديدة ماراً بنفس المراحل، بينما تنتهي حياتنا بساعة وفاتنا.

فرصة الولادة المتكررة ننالها تربوياً وفكرياً ومهنياً.. فيمكن أن نعطي مرة بعد مرة، نتعلم من أخطائنا، ونكمل النقص في شخصياتنا، في دائرة من العمليات والممارسات لنصل إلى ذروة عطائنا حين اكتمالنا المعرفي ونضجنا وشعورنا بالرغبة في العطاء والحاجة للتميز.

قبل أن نصل للنضج نمر بمرحلة نقص في المعلومات وشح في الأدوات، كما أننا لا نفهم الأمور بالصورة التي نعالجها حين يمتد بنا العمر، الرغبة في الإنطلاق المميزة للشباب تقحمنا في المخاطر، وقلة الوعي في التجارب تحرمنا بعض الفرص، ولكن الأمر بعد النضج يأخذ صورة أخرى فالذي ينقصنا وقتها ليس سوى الطاقة المحفزة للعطاء، والرغبة في البذل، نتيجة ردات فعل أو تكاسل عن التكاليف.

الفراسة التربوية ستجعل من يرى تميزك يعقد عليك أملاً في نضوج مميز، وسيظل يراقب تطورك منتظراً ساعة بذلك، وسيتألم حين يرى تأخرك عن بذل مميز بعد نضجك، سيفرح بنموك واكتمال صفاتك، كما سيشمت فيك من يبغضك ويتمنى نقصك، بل حتى من ينافسك في المجال نفسه من أقرانه قد يشعر بالسعادة نتيجة تعثر تمر به نتيجة خطأ في التأسيس أو انتكاسة مؤقتة. ومن وقف معك في مسيرتك وساهم في تطويرك سينتظر العائد من جهده ولو كان في أبسط صوره كمشاركة في هدف أو شعور بالامتنان وتقديم الشكر لما قام به. وحين تكتمل وتظهر في موقف يميزك سيرى الناس جمالك، وبالرغم من أن الكمال شي نسبي ولن يكون يكون تاماً إلا أنك ستتميز به، ومابقي من صفات نقص يخفيها بريقك وثباتك ووضوحك.

لاشيء يبقى على حاله في هذه الحياة، ولذلك قد تبرز قبل نضجك في موقف وتتأخر في الموقف ذاته بعد أن تعقد عليك الآمال وتبلغ مرحلة النضج، يؤثر فيك عدة عوامل مادية ونفسية، يؤثر عليك الإيمان تماماً كنقص الموارد، ولكن هذا التذبذب لن يكون مقلقاً إذا كان في حدود المسموح به، ويمكنك تمييز ذلك بمراجعة منهجيتك والتعرف على حالة التراجع إن كان مؤقتة فتعمل على التحسين، أو كانت دائمة فتعمل على التصحيح. هذا الضعف والقوة ثم الضعف والقوة سنة كونية ستظل مستمرة مابقي الإنسان، والمطلوب منه معرفة نفسه ومايميزها وينقصها، ومعرفة أهدافه وإلى أين ستوجه، والتعرف على محيطه ومافيه من أدوات يمكنه الاستفادة منها، وفي حال وجد النقص يبدأ في معرفة أسبابه وطرق تفاديه، واختيار المسار الصحيح الملائم له.

لاتكفي الرغبة في الأشياء للقيام بها، بل لابد من القدرة على التنفيذ والتحقق من ملائمة الاختيار. ثم وكمنازل القمر يبدأ في تحديد مكانه الملائم، ليعطي منه مايناسب المرحلة ويتفاعل مع المعطيات بصورة صحيحة.

من حولك من أجرام ليسوا مثلك، ولكنكم معا تشكلون خارطة السماء، ولكل جرم دوره، فأد واجبك وقم بدورك بصورة صحيحة، والزم مسارك في ظهور مشرق يدير الزمن ويظهر في وقت ملائم، وفي غروب رقيق يترك مساحة لظهور من يكمل دوره ولايعرقل مسيرة العمل.

سر في مسارك في ثبات واستكمل النقص وفق رؤية واضحة طويلة المدى، ومهما تغير مستوى الأداء لاتمل من التصحيح والعودة من آخر نقطة ينبغي عليك العودة إليها لضمان السلامة. ومهما رأيت نفسك بعيداً فثق أن هناك أعيناً تراقبك وتفرح برؤيتك، وبين اكتمال يسعدها ونقص يجرحها ستظل قمراً في سمائها تنتظر ظهوره كل مرة ليأخذ بيدها ويرشدها في متاهات الحياة.

 

(الصورة بعدسة: ريان)

التصنيفات
قبور الياسمين

راحة

–    وصلتنا أصوات الديكة وهي تؤذن، كانت الدنيا مظلمةً، والسماء لازالت سوداء مرصعة بنجوم كحبات الألماس، أحسست بلمسة لطيفة تهزني وصوت خافت يصلني: مستيقظ؟

–        نعم، قلت ذلك وقفزت من مكاني، لم أنم كثيراً ولكنني كنت نشيطاً، لا أدري لماذا؟ هذا الحال لازمني سنين طويلة بعد ذلك.

تحركنا قبل أن يبزغ الفجر، لم يكن القائد يريد أن تنتبه القرية لتحركنا، بدا أن المجموعة متأثرة فعلاً بجراحها، كان لمبيت تلك الليلة أثراً في إثارة الألم، حملنا حقائبنا وانطلقنا مشياً على الأقدام، مررنا بعدة قرى، لم نتكلم مع أحد منهم، ولم يسألنا أحد عن وجهتنا.

توقفنا في مدينة أكبر من المناطق التي اعتدنا التوقف فيها، قال القائد لابد أن نرتاح هنا ونداوي جرحانا، لايتحرك أحد بغير استئذان، تناولنا طعامنا، كيف كان ذلك الطعام لا تسلني، لقد نسيت مذاق الطعام منذ أن بدأت المسير في هذا الطريق، كنا نأكل الطعام فنراه لذيذاً ولكن لا أدري كيف سيراه الناس، سعداء بقدر ألمنا، مرتاحون بقدر تعبنا، لاشيء يعادل في نظري الخبز والشاي، وفي حالات الغنى فالبطاطس يعتبر وجبة مميزة في قائمة طعامي.

الحادث أورثنا نوعاً من الألفة، تعارفنا عن قرب، اكتشفت أنهم ليسوا من نفس الدولة، لكن جاء الكل هنا لنفس الهدف، لا يمكن أن أنسى صورهم، لكنني قررت عدم التعرف على أحد حتى لا أفتقد أياً منهم كما حدث في المرة الماضية، ولكن الأحداث فرضت نفسها فتعارفنا.

لقد رحل الجميع يا أخي، رحلوا غرباء عن أوطانهم، قبورهم صخور الجبال، هنيئاً لتلك الساحات بأولئك الأبطال، أتعرف يا أخي، ليس من السهل أن أكتب عن مشاعري، إذا كانت الكتابة تعبيراً عما في النفس، أو بالأصح محاولات للتعبير فلماذا لاأجد الكلمات ولا أريد البحث عنها؟، تلك الميادين لا تعبر عنها الكلمات، يوم أن تمضغ طعامك بدموعك، يوم أن تحمي سلاحك بجسمك، يوم أن تفدي إخوانك بنفسك، أي كلمة يمكن لها أن تعبر!!. كان مرافقي قريباً مني في سنه، افترقنا مرة واحدة منذ أن تعارفنا، ذهب للجبهة وبقيت في المعسكر، وعاد الأنصار من دونه، سألتهم عنه فابتسموا، وقرأت الخبر في ابتساماتهم، تعودت كثيراً على هذه الابتسامة، سألتهم:

–        لوحده؟

–        لا، معه الطاجيكي والضيف الذي جاء قبل أسبوع.

–        كيف؟

–        خيانة.

ولا تملك إلا الصمت والابتسامة، وتحفظ ألمك في صدرك، وتنتظر موعد رحيلك، وتبقى وحيداً، كلما رافقت إنسان رحل وتركك، حتى تدرك القافلة.

كنا لا نتحرك كثيراً خوفاً من العيون، أفادتنا تلك الأيام الثلاثة وخففت عنا بعض العناء، تلقْى البعض علاجهم، ولكن بقيت الكدمات ظاهرة، كانت الحركة صعبة نوعاً ما ولكن كان لا بد من مواصلة الطريق، حملنا حقائبنا وانتظرنا حلول الظلام، ثم تحركنا.

بعض الأحداث لايمكن أن تكتب، الكلمات لن تطاوعك، إذا أردت أن تشرحها فلابد أن تتركها كما هي، لايمكن هنا أن تتخيل شيئاً، فالصور ستكون بسيطة مباشرة، كيف تكتب عن رجل تضعه في قبره بعد عشرة أيام دون أن يتغير؟!

قبور الياسمين

(الحلقة السابقة: الجرحى> يتبع > الحلقة التالية: قافلة الجرحى)

(تصميم الصورة: هنادي الصفيان)

التصنيفات
رؤى

قصر وهاوية

كل مرحلة من حياتنا تمثل حياة جديدة.. ولادة، فطفولة، فمراهقة، فشباب، فشيخوخة، فموت. الموت في الحياة القديمة، أو بالأصح نهاية التجربة القديمة تعني بداية تجربة جديدة أو حياة جديدة. ثم تتكرر العملية نفسها بغض النظر عن زمنها. المرحلة الابتدائية ست سنوات، تنتهي لتبدأ المرحلة المتوسطة ثلاث سنوات، وتسلمنا بعدها لنبدأ الدراسة الثانوية لثلاث سنوات، ويكمل بعضنا التجربة العلمية بأربع سنوات في الجامعة، ويقل العدد في الدراسات العليا، وبعضنا يتوجه إلى سوق العمل ليخوض تجربة مختلفة، وهكذا. الصورة تشبه صورة الطفل الذي يرى الأشياء لأول مرة فيتعجب منها ويبدأ في استكشافها، ثم يصبح الأمر طبيعياً بالنسبة له فينتقل إلى استكشاف شيء جديد.

التجارب تتشابه في بعض معطياتها، وتتنوع في معطيات أخرى، الأمر يشبه الطرق في المدن، فالطرق تجارب حيوية تمثل قرارات مصيرية، والطرق الداخلية قرارات فرعية تقل في أهميتها وخطرها عن القرارات الأخرى، وهكذا يأخذ حجم القرار ومدى تأثيره حجمه بحجم التأثير الذي سيحققه في حياة الفرد.

طوال مراحل حياتنا، نحمل رصيداً تراكمياً من التجارب، ننطلق من خلاله في أحكامنا، ونعبر به عن رغباتنا، وبقدر مانحسن التعامل مع المواقف يكون التميز في الخبرة، وتتجلى سلامة الرأي وصحة المنهج.

في محيطنا هناك صوتان يعلوان:

–        صوت منظم متزن يمثل أنظمة ولوائح نسير عليها، أسميه صوت القانون، أسميه الدين ويسميه غيري باسم آخر باختلاف الخلفية التربوية عندنا.

–        وصوت عشوائي مختلط ينتج عن التقليد وتلقف الأصوات الهائمة في الأثير الفكري من حولنا.

صوت القانون يشبه القصر في بعض النواحي ومنها:

  • أنه منظم، ومترابط، يكمل كل قانون القانون الآخر.
  • أنه يرتبط بالموارد المتاحة سواء المادية أو البشرية.
  • أنه قد يقيد بالزمان والمكان.

الصوت الآخر يشبه الصدى، فلو وقفت على شفا جبل وصرخت لرجع صوتك، في المرة الأولى سترجع الكلمة فقط، ثم يرجع التكرار الآخر، وفي كل مرة يرجع يختلط بموجات الصرخة الأصلية ويأخذ الصدى في التشوه. وفي حال وجود عدة صرخات يزيد الاختلاط.

فلو سقط إنسان من قمة الجبل فسيصرخ، وسيكون من المؤسف أن يتلقى بعض من يقف على القمة صدى صوت الساقط في الهاوية ويردده على أنه مبدأ أو قانون. إن الساقط يصرخ ولا يعبر، فكل مايقوله وقتها هو محاولة للتوقف عن الانحدار، ومن هنا تجد التعارض في بعض الشعارات والمبادئ التي تعلن من حولنا. لأنها ليست سوى صرخات متفرقة لاتحمل معنىً ولا تناسب مجتمعاً.

إن القوانين والشرائع تتميز بأمور منها:

  1. التنظيم. فللمهام تاريخ بداية ونهاية، وخطوات عمل وإجراءات تنفيذ، وقوانين تحكم مبدأ الثواب والعقاب.
  2. التدرج. في العقوبة، في الثواب، في الأوامر، ومراعاة الطاقة الإنتاجية للفرد والمجتمع.
  3. التكامل. فقوانين مالية، قوانين اجتماعية، وقوانين أسرية، وقوانين سياسية، كلها تصدر لتكون جزءً واحداً متكاملاً يحقق الصورة النهائية للعمل.
  4. الملاءمة. فهي تراعي الفرد والمكان والزمان، وهي في مقدور مواطني الإقليم، الذين يتعاملون معها بشكل دائم، بينما أصوات الساقطين لا تحمل سوى رغبات الشخص ومحاولته لإنقاذ نفسه بالصراخ. وفي الهاوية تتردد صرخات ساقطين آخرين لتختلط وتعطي مزيجاً من الضوضاء اليائسة، وتوحي بالسقوط.

ومن هنا ينتج عندنا نوعان من القرارات:

  1. قرار ينتج عن اقتناع، ويصاغ نتيجة خبرة ومعرفة. ويتقيد بالأنظمة. والأنظمة الصحيحة لن تتعارض مع القناعات وسيجد الفرد فيها راحة وطمأنينة، وفي رأيي أن الشرع هو النظام الأصلح، لأنه يحمل العصمة، وهو الأمر الذي وصل إلينا عن طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم. والتاريخ يشهد بوجود الوازع الديني في تكوين المجتمعات، بغض النظر عن دينها ومدى تمسكها به.
  2. قرار ينتج عن تأثر بأحداث خارجية مختلفة المعايير والمعطيات. ويحمل طابع العشوائية نتيجة التكرار لما وصله من الصدى المختلط.

فرق بين قرار في قصر وصرخة في هاوية. وفي عالم اليوم تتردد وتعلن القرارات والشعارات والمبادئ من حولنا، نراها في شاشات التلفاز، في لوحات الإعلانات، في الصحف، في الشبكة العنكبوتية، بل ونراها في تغير سلوك أبنائنا من حولنا. وفي ظل غياب المنهجية وتشوه مفهوم الدين، وضياع الهوية وغياب معاني المروءة والسمة العربية، يسير البعض منا في طريق الهاوية، ربما ليضيف صرخة إلى سجلات الساقطين.

 

(الصورة بعدسة: Rutger Spoelstra)