التصنيفات
رسائل إلى نفسي

الحياة في الموت

3589154888_76c33b15ed_o

8/8/2011م

بيت البدر (الملحق).. الساعة 9:20 مساءً

الموت من حولنا متعدد الصور، موت يسير على قدميه غافلاً، وموت يسير يراقب صفحات التقويم لينتظر الرحيل، موت نألفه حتى يقسى القلب فلا نتأثر لمشاهدته، يتكرر في كل يوم بكافة التفاصيل فلا نستوعب العمليات، حين ترى منظر الطفل في الصومال ستتأثر، ولكنني أعرف قلوباً لم تتأثر، ليس لقسوتها وعدم شعورها بما ترى، بل لأنها تنظر إلى الموت والحياة كشيء متكرر ليس بالشي المؤثر أو المدهش.

بعض هؤلاء قد تلين قلوبهم برؤية الحياة، فكرت في مشاهد الحياة والموت من حولي، لاأتأثر بالموت قدر تأثري بالحياة، تأثير الموت كالنقطة في نهاية السطر، ينهي ارتباطي بالمقطع، الولادة تبدأ مقطعاً جديداً نترقب مفاجأته، ندرس تفاصيله، الابتسامة مشرقة، الضحكة ناعمة، الشروق مبهج، الورود متفتحة، وفي كل مرة ننتظر بقية الجملة، ولكن الموت يقطع فرحتنا وينهي ابتسامتنا.

كل صور الموت التي رأيتها تقسي القلب عدا صورة واحدة، صورة الموت في أفريقيا قست القلب فلم نتعاطف مع الجمعيات القادمة، لم نتعاطف مع الموت في الثورات، لم نتعاطف مع القتل لجرائم الشرف أو السرقة أو الحوادث، الأسباب سياسة أو دينية لايهم، فالمهم أننا ألفنا الموت وتابعنا حياتنا. صورة واحدة للموت لم تتغير، نراه في أول يوم كصورته في اليوم المئة، الألف، في بقية الحياة، صورة الحياة في الثغور.

حين نقول الموت نتخيل الشاخص على القبر، قبور متراصة وعلى كل قبر علامة تدل على حدوده، ولكننا لانرى الشواخص المتحركة، أمواج من البشر الميت المتدافع، كل إنسان يسير في طريق لغاية تساهم في تحويله لقطعة صخر لاإحساس فيها، الموت هنا يلف الجمادات والأحياء، لاتشعر بالانتماء لشي مما حولك، تغير السكن والأثاث كما تغير الأصدقاء والجيران، بل ربما تنقل شيئاً من أثاثك، ولكن الجيران القدامي ممن عرفت بين الجدران المسلحة يندر أن تتواصل معهم.

(الصورة بعدسة: إياس السحيم)

Creative Commons License
كتاب آت by Abdullah Ali is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.
Permissions beyond the scope of this license may be available at www.aalsaad.com.

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.