التصنيفات
رسائل إلى نفسي

لا دموع

8624483788_2693887619_m

05/05/2012م

المنزل (الصالة).. الساعة 02:25 مساءً

الدموع لا تحرك ساكناً.. لاتغير واقعاً.. على الأقل دموع رجل مثلي تجاوز الأربعين.. لذلك سأحتفظ بها لنفسي.. سأضيف بها سراً لقائمة أسراري.. قائمة الأسرار تتغير بين فترة وأخرى.. أبوح ببعضها باسم الذكريات أو المذكرات.. وأحمل في حقيبتي قائمة عتقية تحوي أسماءً وصوراً..

أهي أسراري؟ أم أخباري؟ لا أدري بالضبط..

الفضول سيدفع البعض لمعرفة الأسرار.. والحب سيدفع الأخرين لمعرفة الأخبار..

لن تعيش في سلامة بعيداً عمن تحب أو تكره.. بعض الحب يتعبك.. يربطك ويشدك إلى الألم.. تتمنى التخلص منه حباً لهم، ومن أجل نفسك وأجلهم تتمنى الرحيل.. لو كنت غائباً تماماً فسيكون وقع فقدك أخف من غيابك بعد الحضور، أو سيكون وقع غيابهم أخف في حياتك..

أسير ساهماً وأحمل على ظهري وزري وخيري.. حقيبة خضراء تروي التفاصيل.. أتحدث عنها وتظهر في حروفي عاطفة يعرفها القريبون مني، وأضمها أحياناً لأبكي، أو أتخيل صورتها لأبكي وأجهش في البكاء.. أبكي كالطفل من شوقي، ومن ألمي، ومن خوفي..

من الذي وضع نظرية أن الرجل لايبكي؟ أعلم أنني القائل “حُرمتُ البكاء”، قلته لأنني وضعت نفسي في موضع القوي الذي لايبكي حيناً، وفي موضع الرجل الذي لابد وأن يكتم مشاعره ليتحول الألم إلى قوة، نوع من التأثر بالفيزياء، وأحياناً لأنني أريد الاحتفاظ بسري.

أما الحنين فما غاب ولا خفت.. الحنين مثل الجمرة يزداد توقداً.. فإذا توقعت أنه انتهى عاد لتوقده من جديد.. لاهو جمرة فينطفئ.. ولا هو نار فيضئ..

سبق ومارست البكاء، كانت صدمة لي أكثر من صدمة من حولي.. لأنني انفجرت من السكون وصرخت كالطفل.. لم أبك لموت أحد، مع أنني فارقت الكثيرين.. ولكنني بكيت من الشوق..

 

(الصورة بعدسة: Fer Montero)

Creative Commons License
كتاب آت by Abdullah Ali is licensed under a Creative Commons Attribution-NonCommercial-NoDerivs 3.0 Unported License.
Permissions beyond the scope of this license may be available at www.aalsaad.com

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

4 تعليقات على “لا دموع”

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.