التصنيفات
رسائل إلى نفسي

حنين إلى نفسي

25/4/2011م
المنزل (الصالة).. الساعة 2:14 فجراً

أذكر نفسي في التجارب بغض النظر عن نتائجها.. ففي النجاح أحتاج نفسي لتنظر أبعد مما يراه الناس، فترى الخطوات والفرح والمشقة.. تشعر بي فتثبتني بكلمة.. وتفرح لنجاحي.. وحين يحتفل من حولي بالنجاح تبقى معي بعيداً عنهم.. أشعر بالليل من حولي وهي معي.. صخب الاحتفال يصلني.. أراقب فرحتهم وابتسم.. لايهمني أن أكون معهم الآن فلن يشعروا بغيابي.. ولكنني سعيد لأنني جعلتهم يحتفلون.. بالنسبة لي فالتأمل في الليل وسكونه يعد احتفالاً استثنائيًاً.. أفقدتنا المدن وصخبها لحظات الأنس.. ولذلك أبحث عن نفسي.. ستفهمني بلا شك.
في لحظات التعثر أعود لنفسي.. تضمد جراحي وتبتسم لي.. هذا نجاح وليس بتعثر.. لقد بذلت جهدي.. لاأحد سيفهمني كنفسي.. سنحتفل سوياً.. ولن يفتقدني أحد كذلك.. سيتهربون مني مراعاة لما يرونه فشل.. وسأكون سعيداً لأنهم ابتعدوا بينما أعيد ترتيب أوراقي وأجدد الانطلاق.
لايوجد في قاموسي بحمد الله كلمة توقف نهائي.. التوقف النهائي يعني الموت فقط.. أما الأمور الأخرى فليست سوى لحظات التصحيح والمراجعة.. أي أنني أستلم تقريراً وأعدل الخطة ومن ثم أنطلق ثانية لتحقيق الأهداف.
عن نفسي أرى الصورة بسيطة بعكس ماقد يراه بعض من حولي تعقيداً وبعداً إدارياً في شؤون حياتية لاتحتمل المفاهيم الإدارية.. طبيعتي عسكرية أي أنني أتقبل الانضباط والأمر والنهي.. أعتبر نفسي مثالياً للعمل كفريق.. لاأوجه مشكلة الفريق بقدر ما أواجه مشكلة المهام.. غياب المنهجيات يشعرني بالقلق.. لأنني سأظل أتسائل وماذا بعد؟
ولأنني منهجي أحتاج نفسي، فمن الصعوبة أن تجد فريقاً منهجياً.. في الحقيقة سيكون لديّ عدة فرق عمل لكل فريق دوره ومهامه، فقط نفسي ستكون ملازمة لي في كل المهام.
إذا أردت النجاح آمن بما تريد.. إذا لم تؤمن بمبدئك فلاتنتظر أن يؤمن به الآخرين، ولن تدعوا له.. ولو حاولت فستقف لأنك ضعيف لاترى سوى مايراه الآخرون من حولك.. لست سوى مرآة لهم.. ولكي تؤمن بمبدئك استند لقوانين ثابتة.. عن نفسي أؤمن بالشريعة.. ليس الإيمان النظري اللفظي فقط.. بل إيماناً يمتلك علي قلبي وعقلي.. أشعر معه بالرضا بالقدر وأؤمن بالخير فيه.
ببساطة أسألك سؤالاً.. هل الدين صحيح أم خطأ؟
البعض سيقول المشكلة في المتدينين.. أنا لم أسألك عن المتدينين.. أنا سألتك عن الدين.. حين نعارض الدين فنحن أمام خيارين:
# إما أننا نكذب الأنبياء ونكفر بالله.. وهذه مشكلة فنحن نحتاج إلى إسلام جديد وإيمان جديد لايقبل الشك في الله والتشريع.
# أو أننا عصاة مقصرون.. ونحن بحاجة وقتئذ للتوبة وتصحيح الأخطاء.
بساطة متناهية في فهم الدين.. لاأحب الجدل والخوض في نقاش وتبرير..
– ذات يوم سألني تلميذ حديث عهد بالاسلام عن مسألة، قال لي: يا أستاذ ماحكم كذا؟
– قلت مختلف فيها.
– قال يا أستاذ.. أسألك: أفعلها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
– قلت بلى.
– قال يكفيني هذا.. سأفعلها، فلو لم تكن واجباً فقد تكون سنة، يكفي أن الرسول صلى الله عليه فعلها.
أتخيل نفسي تبتسم.. أنا لاأبتسم الآن، ولكنني أشعر بابتسامتها.. حتى لو لم تحرك شفاهها فمعنى الرضا يصلني ويغمر قلبي بالسكينة.
(الصورة بعدسة: عبدالله البلوي)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.