التصنيفات
رؤى

الإنسان الظل

كل ماتحتاجه لكي ترى الظل مصدر إضاءة مسلط عليك، وقتها يمكن أن ترى ظلاً أسوداً يرتسم على الأرض. ولكي ترى ظلال شخصيتك لابد من توافر نفس العوامل، ضوء يسلط عليك ليظهر منك مالم تكن تعرف عن نفسك. يمثل الظل الجوانب الخفية في شخصياتنا، ويظهر كاستجابة للمؤثرات في حياتنا، بينما يمثل الضوء المؤثرات المحيطة بنا، بمعنى آخر عوامل الخوف والطمع.

في داخلنا تختبئ العديد من الشخصيات، تأخذ صوراً تتوافق مع المعطيات الخارجية، تمثل المعطيات مصدر إضاءة يسلط علينا بين فترة وفترة، أو بالأصح يسلط على من يبقى في المساحات المكشوفة معرضاً للمواقف المتعددة. الظل لايتكون في الظلام، وكذلك الشخصية المترددة الغامضة لاتتكون مالم يبهرها ضوء الرغبة أو الرهبة أو كلا الأمرين.

قد ننكر الظل في شخصياتنا، ولكنه موجود.. وبالرغم من انه موجود إلا انه لا وزن له، فتسارع الاضاءات وتنوعها شتت نظر المشاهد، ومالم يكن هناك باحث يستقصي خلف شخصية بعينها ليتعرف عليها عن قرب فلن نشعر بالازدواجية في شخصياتنا.

تتكون الظلال بحسب عدة عوامل ومنها:

  1. زاوية الاضاءة.
  • الضوء المسلط بشكل مباشر بزاوية 90ْ يؤدي إلى ظل صغير، تماماً كالتهديد الذي يسلط فوق رؤؤسنا لتختفي معه شخصياتنا.
  • الضوء المسلط من بعيد وبزاوية 180ْ يجعلنا أكثر جرأة. ويرتسم خلفنا ظل طويل، وكلما أقترب المصدر كلما واجهنا الحقائق وصغر ظلنا، وانقطع الأثر.
  • الظل لايأتي من الداخل، لأن الداخل مؤمن، وبالتالي لن نجد ارتساماً علوياً، هي السيطرة التي نفرضها على من تحتنا فلا تخرج منهم مؤشرات. إن المؤشر الذي يأتي من الداخل يعني انهيار الإنسان، تماماً كالفساد في الأسرة الذي يؤذن بسقوط بنائها.
  1. بعدها وقوتها. فكلما اقترب الضوء بدت شخصية الظل أكثر تركيز، فالتناسب طردي إذاً، وهي طبيعة إنسانية يسلكها البعض ممن يفضل أن يبقى بعيداً عن الأذى
  2. وللمكان دوره في تشكيل الظل ايضاً. فاتساع المكان، وإضاءته، لها دورها ايضاً في التأثير على شدة الضوء قوة وضعفاً.

مصدر الضوء هو المواقف التي تمر بنا، وتتنوع المصادر والمميزات بين سلطة، وإغراء، ويتم التعامل مع الإنسان حسب نوعه، أو ميوله، أو مايؤثر عليه. وينبغي ملاحظة الآتي:

  • الظل أسود كالنفس المختبئة في داخلنا، سوداء لاملامح لها، وهي ليست سوى أثر للنور المسلط تجاهها.
  • الشخص متعدد الظلال، بسبب تعدد المصادر.
  • الظل هو الشخصية الجديدة التي نرتديها في مواجهة مواقف الحياة. لكنه ليس حقيقة، أعني أنه غير ملموس، وسواء أكان صغيراً أو كبيراً فهو ليس سوى مساحة سوداء تتبع الأصل، وفي الشخصية يعود الإنسان لمواقفه الأصلية وتوجهاته التي يعرف بها، فليس ظله سوى عباءة ارتداها في موقف وسارع بخلعها نتيجة ظهور موقف جديد يختلف في أبعاده.

الإنسان مُكلف، فيفترض أن يكون لكل صورة حوله أثرها التربوي في تكوين شخصيته، أن يصل إلى الاستقرار النفسي، ولن يكون هذا إلا أذا عرف مميزاته ومايؤمن به من المبادئ. ومالم يحدث ذلك فسوف يصل لمرحلة الإنسان الظل، أي الشخص الغائب الملامح الذي يركب كل موجة ويسبح مع كل تيار.

(الصورة بعدسة: بشرى محمد)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

3 تعليقات على “الإنسان الظل”

جميييييييييييل جداا مع انه اسلوب او وصف غريب الا عند تفكيري به وجدته واقي لكن الناس تنكره لانهم لا يريدون الاعتراف بالواقع وما تعتمل به انفسهم …………سلمت يداك اخي انت مبدع بحق

دراسة علمية علومية ونفسية لظاهرة الظل ومعناه وودلالة المثرات من حولنا والشخصيات التى تكون منا كثير..

لكن لا اخفيك عادت بى لالعابنا ونحن صغار خصوصا عند انقطاع الكهرباء..و على ضوء شمعة ومحاولتنا لتشكيل الظل بأشكال كما كنا نراها بعالم السيرك .. بأصابعنا وأجسادنا
غريب ان تقول ان العلاقة طردية بين قوة الضوء والظل فضوء الشمعة يحدث حجما كبيرا لم اعرف ما سيحدثه ضوء اكبر ولكنى ظننت انه سيضىء المكان ويخفى الظل او يجعله خلفنا كما قلت فلا نراه

:::
معانى تستحثها لــ قارىء كلماتك على مراقبة الظاهر وما خلفها وما يربطها من معانى ودلالات

تقديرى،،،

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.