التصنيفات
تربويات

بين غاندي واقبال

 بعض المؤثرين من أهل العلم والفضل يطرحون كلاماً من تجارب قادة الشرق والغرب وساسته كغاندي وهتلر وكنفوشيوس وغيرهم ممن لا أعرف أسمائهم وإن كنت قد قرأت كتب بعضهم، ويرون أنهم من خلال ماينقلونه يلامسون حاجة الكثير وواقعهم، ربما يكون غريباً أن أقول وأنا ممن تتلمذ على يد بعضهم أنني في غنى عن سماع أو قراءة بعض مايكتبون، ولي عذري وأسبابي لقول ذلك ومنها:

  1. أنني أعلم مدى علمهم بالشريعة وفضلهم في العمل بها والتعامل مع المواقف والفتن.. وأرى أن مالديهم من علم بالنصوص ومواقف تطبيقة صقلتها الخبرة يساوي النقول التي ينقلونها ويتفوق عليها بتأصيله الشرعي واستناده إلى الوحي والتعامل مع الواقع.
  2. أن الكثير ممن يتلقون الكلام يحملون شهادات علياً في تخصصات مختلفة كالطب والهندسة وعلم النفس والإدارة والاجتماع وغيرهم، بينما لايحملون علماً شرعياً كافياً لأداء بعض الفرائض في الدين وهم بحاجة إلى التعامل مع النصوص الشرعية وإيصالها عن طريق هؤلاء العلماء اللذين لهم قبولاً عن الناس، ولذلك كان الأولى في تصوري الاستفادة من اقبال الناس عليهم في معالجة القضايا المعاصرة وفق الرؤية الشرعية وبالدليل الشرعي بدلاً من النقل لغير المسلمين ولو كان كلامهم صحيحاً ويمكن الاستفادة منه في مواضع أخرى أو مع شريحة أخرى.
  3. أن ماينقل ليس بالشي الاستثنائي في مضمونه، ولكنه قد يتميز بأمور أخرى ومنها:
  • سهولة اللفظ وإمكانية استيعابه من القارئ.
  • المباشرة للفكرة وطرح الحلول والعبارات الواضحة المعالجة لها.
  • أن فيها الربط بين الواقع والممارسة الغربية المعاصرة، والتي تعد النموذج الأمثل في العصر الحديث للنجاح.

وفي تصوري أن هذا كله غير مقبول مقارنة بعلمهم وفضلهم وخبرتهم الإنسانية وحجم العلم الشرعي لديهم، ويتوقع منهم أسلوباً آخراً في الطرح ومن ذلك:

  • أن يقوم العلماء والمربين بالتعامل مع النصوص وإعادة طرحها بمستوى يمكن للقارئ المعاصر استيعابه والتعامل معه بوضوح دون التعثر بمصطلح مبهم يضيع روح الطاعة والامتثال للشرع.
  • أن يقوم العلماء والمربين بتحديد المنهجية الشرعية للتعامل مع النصوص والمسارات الحركية التي لابد من السير فيها دون أن يكون هناك إفراط وغلو أو تفريط وتمييع للقضايا.
  • ربط الناس بأصولهم الحقيقة من خلال التركيز على ثلاثة مناهج هي:

–        الأول: منهج السيرة النبوبة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام وإحياء معنى الاقتداء في نفوس المسلمين.

–    الثاني: منهج سير الصحابة رضي الله عنهم والتابعين وقد عرفوا بحصرهم على التمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم دون ابتداع أو تشدد.

–        الثالث: منهج المعاصرين من المسلمين ممن عرفوا بصفاء المعتقد واتباع النصوص ولهم سابقة فضل وعلم ودعوة وجهاد.

هذه هي المنهجية المنتظرة من أهل العلم والدعاة وهي تكافئ مايمكن أن يطرحه الفلاسفة والمفكرين على مر العصور.. إن هناك الآلاف يعرفون جيفارا وثورته وكفاحه ولكن القليل يعرفون أبو بصير وثباته، وهناك الكثير يعرفون غاندي وهدوئه ولكن القليل يعرفون أسيداً بن الحضير وبعد نظره، وهناك الكثير يعرفون راسوبتين وقوته ولكن القليل من يعرف حنظلة بن عامر غسيل الملائكة، والكثير يعرفون نابليون ومكره ولكن القليل يعرفون معاوية بن أبي سفيان وحنكته.. وأؤمن أن القارئ سيتقبل سعيداً نصاً صحيحاً موقوفاً أو مرفوعاً.. وسيحاول تقليد النص وتحويل الصورة في النص إلى واقع ملموس في الحياة.. ولكن لايمكن أن يكون ذلك مالم ينتبه المؤثرين من الدعاة لذلك ويهتموا أكثر بالنص الشرعي.. والله يقول: “ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا”.

 

(الصورة بعدسة: ديبو)

بواسطة عبدالله السعد

بين يوم ولادتي وحياتي الحالية أحداث كثيرة..

ماسأدونه هنا بإذن الله يمثل قطعاً من البزل..

ومجموع القطع يصور سيرتي الذاتية..

تعليقين على “بين غاندي واقبال”

سلمت يداك استاذ عبد الله ..

مقال يرتب الأولويات حتى عند قرائتنا في سير العظماء ~

بفضل من الله حصلت على ” السيرة الذاتية قصة تجاربي مع الحياة ” لغاندي

بعد قرآتي هنا أعتقد بأني سأأجله لوقت لاحق .. واستبدله بشيء أفضل .

شكرا لك .

اترك تعليقاً

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.